<!--<!--<!--
عرفت علاقة الانسان بالحيوان بقدمها قدم اعماره للارض ووجوده فيها، حيث أخذت شكل الاعتماد الغذائي فى بداياتها وذلك لان الانسان كان يتلقي حاجته من البروتين الحيواني عبر ما يصطاده من الحيوانات البرية و يتناول لحومها طازجة دون طهي وذلك لان النار لم تدخل الى حيز معرفته فى ذلك الحين، وتطورت هذه العلاقة بأستئناسه للحيوان و أخذت ابعاد عديدة ، فاستخدم الانسان الحيوان للركوب و الترحال و حرث الارض للزراعة و الترفيه و القتال و استخدم منتجاته مصدراً للغذاء و للتدفئة و الملبس و الصناعة.
وفى عهود التطور الحضاري و الصناعي دخل الحيوان دائرة الاقتصاد حيث اضحى الحيوان جزءاً لا يتجزأ و عنصراً مهماً فى اجمالي الناتج المحلي GDP لكثير من الدول و التى اشتهرت بصادراتها الحيوانية و عرفت بها وذلك كالاغنام و منتجاتها فى استراليا وابقار الفريزيان والبانها في هولندا و ابقاراللحم فى انجلترا و ابقار الهولشتاين فيرزيان فى الولايات المتحدة الامريكية و الحيوان المستأنس فى السودان له تاريح ضارب فى القدم و الشاهد ان الابقار و الضان من الحيوانات القديمة بالمنطقة حيث تظهر التامثيل المروية القديمة الكباش بصورة متميزة تعبر عن مكانتها فى ذلك الزمان حيث لا تختلف صورها كثيراً عن الصفات الشكلية للضان الموجود حالياً ، وكذلك تظهر التصاوير الموجودة فى المعابد و المدافن صور للابقار وذلك دلالة على اقتناء انسان السودان القديم للحيوان و تعايشه معه.
و السودان كدولة افريقية متميزة حجماً و مناخاً و موقعاً جغرافياً يتميز بثروة حيوانية مقدرة لها نصيب الاسد فى صادراته غير البترولية. و نجد ان حيوانات الصادر السودانية الرئيسية هى الضان و الابقار و الماعز و الابل و التي تصدر فى عدة اشكال انتاجية الى اسواق المملكة العربية و الخليج و جمهورية مصر العربية و الاردن بصفة رئيسية و تكون في صورة حيوانات حية و لحوم مبردة.
يتميز صادر الحيوان السوداني بميزة تفضيلية ترفع من مقدرته التنافسية فى اسواق الدول المستوردة وذلك لاعتماده على المراعي الطبيعية الخالية من المضافات العلفية و الهرمونات التى لها اثار جانبية تؤثر على جودة و صحة اللحوم بالاضافة الى ان الوضع الصحى العام للثروة الحيوانية يعد مبشراً و ايجابياً وذلك للخدمات البيطرية المقدرة و التى كان نتاجها اعلان السودان قطراً خالياً من مرض الطاعون البقري ، الشئ الذي دعم موقفه التنافسي لصادر لحوم الابقار.
تصدر الاغنام او الضان فى شكل حيوانات حية او لحوم مبردة حيث تشكل سلالات الضان الصحراوي الداعم الرئيسي لصادر الضان السوداني و تربيها القبائل السودانية المنتشرة فى اصقاع السودان و تتركز فى حزام الاقليم شبه الصحراوي و بعض اجزاء اقليم السافنا الفقيرة فى ولايات السودان الغربية و الوسطى و الشرقية و يمتلك السودان منها ما يقارب 51 مليون راس ومن اشهرها ، الضان الحمري الذي تربيه قبائل الحمر بصفة رئيسية فى مناطق غرب ولاية شمال كردفان و الضان الكباشي و الذى تربيه قبائل الكبابيش و الكواهلة و الهواوي و الجوامعة فى منطقة شمال ولاية شمال كردفان و الضان الدباسي او الابرق الذي تربيه قبائل الدباسين وسط ولاية الجزيرة و منطقة البطانة و ضان الميدوب تربيه قبائل الميدوب شمال ولاية شمال دارفور و ضان الزغاوة فى نفس المنطقة و ايضاً ضان البطانة او الشكرية التى تربيه قبائل الشكرية بصفة رئيسية فى مناطق سهول البطانة التى تشترك فيها عدة ولايات من شرق وشمال واواسط السودان و عموماً يتميز الضان الصحراوي بميزات نوعية انتاجية مثل الاوزان الجيدة و سرعة النمو و خلو لحومها من المضافات العلفية و الهرمونات و وفرة المعادن التى تضفي عليها نكهة و طعم مميزين وذلك لاعتمادها على المراعي الطبيعية بصفة ريئسية.
يصدر الماعز بكميات مقدرة و لكنها اقل من الضان الى اسواق المملكة العربية السعودية بصفة رئيسية و بعض اسواق الخليج فى صورة حيوانات حية ولحوم مبردة و يبلغ تعدادها فى السودان زهاء الـ 43 مليون رأس و ينتشر الماعز فى جميع انحاء السودان بانواعه المعروفة كالماعز الصحراوي و النيلي و الجبلي و يشكل الماعز الصحراوي اهم مصدرا لصادر الماعز و تربى بواسطة القبائل المتنقلة كالكبابيش و البقارة و الشكرية فى مناطق الاقليم شبه الصحراوي و حزام السافنا و تتميز بالخصوبة العالية و انتاج اللحوم بصورة جيدة.
صادر الابقار السودانية يكون فى الغالب الاعم عبارة عن لحوم مبردة الى اسواق الاردن و المملكة العربية السعودية و جمهورية مصر العربية و الخليج و يبلغ تعدادها فى السودان 41 مليون راس و تشكل ابقار البقارة المصدر الاساسي له وذلك لما عرفت به كابقار منتجة للحوم حيث تربيها مجموعة قبائل البقارة المترحلة فى مناطق جنوب ولايتي دارفور و كردفان كالرزيقات و المسيرية و الهبانية و الحوازمة و التعايشة و السلامات و تتميز ابقار البقارة بالاوزان العالية و جودة اللحوم و غزارة الانتاج وهنالك بعض السلالات تساهم فى سد حاجة الاسواق المحلية و تسهم بكميات قليلة فى الصادر كابقار الكنانة و البطانة و الايرشاي فى اواسط وشرق السودان و ابقار جبال النوبة وجنوب السودان.
الابل تشكل صادر الحيوان الرئيسي لجمهورية مصر العربية حيث تصدر بكميات مقدرة فى صورة حيوانات حية و تربى بواسطة بعض القبائل الرعوية التى تقطن الاقليم الصحرواي و شبه الصحرواي كالكبابيش و الشكرية و البطاحين و اللحويين و الرشايدة و البجة و البشاريين و الهدندوة و الامرأر فى مناطق شرق و غرب السودان ، يبلغ تعدادها 4.5 مليون و تصنف الى ابل الركوب و ابل الحمل و يشكل ابل الحمل الضخم كالكباشي فى غرب السودان و الرشايدي فى الشرق الحيوان الرئيسي لصادرات الابل السودانية.
يدار صادر الحيوان السوداني بواسطة الادارة العامة للمحاجر و صحة اللحوم بوزارة الثروة الحيوانية و السمكية الاتحادية التى تشرف على مرافق و محطات تنتشر فى جميع ولايات السودان من مناطق الانتاج و العبور و حتى منافذ التصدير و تمتلك بنية تحتية مقدرة من مسالخ و محاجر و مراكز التفتيش و التحقين.
و من نافلة القول يمكن ايراد المراحل التى يمر بها حيوان الصادر و حتى بلوغه الاسواق الخارجية وفق التالي :-
- مرحلة شراء الحيوان من مناطق الانتاج و هنا يتم شراء الحيوان السليم ذو الصفات الانتاجية الجيدة
- مرحلة التفتيش و التحقين و تتم بمراكز التفتيش و يتم فيها الفحص و التطعيم منح الشهادة المرضية
- مرحلة المحاجر الابتدائية يتم فيها الفحص الفردي للحيوان و مراجعة الشهادات الصحية و الفحوصات المعملية و المراقبة المحجرية
- مرحلة المحاجر النهائية يتم فيها الفحص الفردي لكل الحيوانات و مراجعة شهادات التطعيم و الرش و مراقبة الطفيليات الخارجية و الحالة الصحية العامة
- مرحلة حظائر الانتقال يتم فيها مراجعة الاوراق و المستندات و مراقبة العلف و الماء و اراحة الحيوان
مرحلة السفينة الناقلة يتم فيها الرش و التطعيم و الفحص الفردي النهائي مع مراعاة المواصفات القياسية للاعداد و المساحات المتاحة للحيوان و توفير العلف و الماء و يجب ان يرافق الشحنة طبيب بيطري يكون مسؤولاً عنها.
ساحة النقاش