الانتاج المنزلي
مقدمة:
تعتمد غالبية المشروعات الانتاجية المتناهية في الصغر على المنزل بصورة أو بأخرى، فإما أن المشروع يتم بالكامل داخل المنزل، أو أن الإنتاج يتم داخل المنزل، ثم يتم تسويقه خارجه. والأكثر من هذا أن أفراد الأسرة يشاركون بطريقة أو بأخرى في عمليات الانتاج، أو التسويق أو الاعداد، أو الدعم للمشروع.
تعطي بعض الدول كاليابان والصين أهمية لهذه المشروعات المنزلية التي تدور في فلك المشروعات الكبيرة وتزودها بسلع وقطع إنتاجية وخدمات صغيرة، لكنها مفيدة، وهى مكلفة للمشروعات الكبيرة، إن حاولت إنتاجها ولكنها ذات تكلفة اقل إن تم إنتاجها بالمنزل.
تعريف الإنتاج المنزلي:
الإنتاج المنزلي هو عبارة عن النشاط الاقتصادي الذي يشترك فيه أفراد العائلة، تحت إشراف رب (أو ربة) الأسرة، ويوجه إلى السوق. ويلعب المنزل إذن دور محوري في كونه مكان الإنتاج، أو كونه المكان الذي ينطلق منه تقديم الخدمات والمنتجات (الأرض)، وتتوافر العمالة والموارد البشرية (العمل والادارة) وبتكلفة قليلة (رأس المال)، وقد يكون المنزل هو مصدر المواد الخام، فالأرض المحيطة قد تكون مصدرا لبعض الخضروات، أو أن الماشية المتوافرة بالمنزل، هي مصدر المنتجات كالألبان والصوف، أيضا أن المنزل قد يكون مكان التخزين لكل من المواد والأجهزة والمنتجات التامة، كما يتوافر بالمنزل وقت الفراغ (ساعات العمل) الذي يمكن استغلاله في الإنتاج وفى إضافة قيمة اقتصادية كما تتوافر داخل المنزل بعض خدمات النقل وتجهيز المنتجات وإعدادها، كما قد يتطلب الأمر بعض خدمات النقل البسيط خارج المنزل لنقل المنتجات والخدمات إلى أماكن استهلاكها.
تطـور وتاريخ الإنتاج المنزلي
يعود الانتاج المنزلي في تاريخه إلى تاريخ الإنسان ذاته، فبظهور الأسرة، وبتنوع احتياجات أفرادها، كان عليها أن تلجأ إلى بعض الأنشطة الاقتصادية، كالغزل والنسج والزراعة المنزلية وصنع أدوات الزراعة والصيد، والملابس والأحذية، وتربية الطيور والحيوانات المستأنسة، واستخدام ألبانها وأصوافها وريشها في عدد من الصناعات الأخرى، وكان الهدف من الانتاج المنزلي هو تحقيق مبدأ (الاكتفاء الذاتي). حيث يكون القصد توفير بعض المنتجات، والخدمات التي تسد احتياجات أفراد الأسرة ذاتيا.
وفى العصور القديمة، كانت الأنشطة الاقتصادية والانتاج المنزلي يستخدم في الاستهلاك المباشر، أو يستخدم للمقايضة بإنتاج آخر للأسر المحيطة، وهنا يحدث التكامل بين الانتاج والاستهلاك. وما يفيض على إنتاج الأسرة (أو مجموعة الأسر) كان ينقل إلى أماكن أخرى وأسواق بعيدة للتبادل السلعي.
أما في أوروبا، فقد ساد في العصور الوسطي وعصر النهضة نظام الصناعات العائلية، (أي القرى المتكاملة المغلقة) ففي داخل كل قرية تجد ما يلزمها من مزارعين وصناعيين يقوم بزراعة وصناعة كل ما يلزم أفراد القرية بشكل متكامل يوفر الاكتفاء الذاتي للقرية، وكانت الصناعات العائلية يتم توارثها بين أفراد الأسرة الواحدة. وبمضي الوقت بدأت الثورة الصناعية تظهر وكانت الأسرة هي نواة هذه الثورة الصناعية. ولقد كانت الأسرة بمثابة المكان الذي يبدع داخله المخترعون، فظهرت صناعات كثيرة مثل آلات الحياكة وآلات النسيج وصناعات الورق، والآلات الزراعية، وحتى السيارات والقطارات.
أما في أمريكا، فكان على الأسرة أن تتحد في مواجهة الظروف الجديدة، وكان على الأسر المهاجرة من أوروبا أن تنشأ قرى وأن تحاول أن تكفي احتياجاتها ذاتيا، فالرجل عليه أن يزرع أو أن يربي الماشية، والأغنام، وعلى الزوجة أن تعتني بالابناء، وأثناء ذلك تعتني بحديقة منزلها وتزرع احتياجات الأسرة بالكامل من الخضر والفواكه، وتقوم بحفظها للاستعمال باقي العام، كما أن المنزل بما فيه من طيور ومزروعات وماشية، كان مصدرا للزبده والجبن والمخللات والفواكه المحفوظة.
لا تزال الأسرة في كثير من الدول الفقيرة والنامية تلعب الدور الكبير في الاكتفاء الذاتي، وفي تدبير احتياجاتها ذاتيا من خلال الانتاج الأسرى ومن خلال بيع هذه المنتجات، أو مقايضتها بمنتجات من أسر أخرى.
قياس وتقييم الإنتاج المنزلي
من المهم معرفة كيف يمكن قياس الإنتاج المنزلي وتقييمه ماليا، حتى يمكن معرفة مساهمته الاقتصادية، وإنتاجية العمل فيه. يتأثر الناتج المنزلي، أي قيمة السلع والخدمات التي تنتجها الأسرة بعدد من العناصر، أهمها ما يلي:
<!--كمية وجودة السلع والخدمات اللازم الحصول عليها للتوصل إلى قيمة معينة من الناتج المنزلي.
<!--الوقت المتاح للقيام بالانتاج المنزلي (فكلما زاد الوقت المتاح، زادت قيمة الناتج المنزلي)
<!-- نوع رب العمل (رجل أم إمرأة)، فلكل منهما توجهات مختلفة نسبيا في نوع الانتاج الأسرى
<!--مكان العمل (داخل المنزل أم خارجه) فلكل منهما تأثير على نوع المنتجات المنزلية
<!--عدد المشاركين من الأسرة (ومن خارج الأسرة) في الانتاج المنزلي (العمالة)
الربح = العائد – التكاليف (الكفاءة الاقتصادية)
العائد = الوحدات المنتجة X سعر الوحدة، التكاليف= وحدات عناصر الانتاج X سعر الوحدة
المحدد الاساسي في الانتاج الزراعي هو تكلفة الانتاج، حيث يمثل الري والعمالة الجزء الأكبر منها وفي المنزل تكاد تكون صفرية. أما الشق الحيواني فالتكلفة الرئيسية هي الحيوان الأولي اضافة الى العليقة وجزء كبير منها يمكن توفيره من داخل المنزل، أما الانتاج المدرسي يمكن التركيز على المشاتل وأشجار الفاكهة المثمرة بالاضافة الى بعض الخضروات كثيفة الانتاج سريعة العائد.
الاماكن التي يمكن الاستفادة منها بالمنزل:
<!--استغلال المنزل (المساحات الخارجية، الداخلية، حول السور الداخلي، على الجدران الداخلي او الخارجي) والعمالة المنزلية كمورد انتاجي.
<!--أستغلال الاسطح المختلفة و البلكونات والشرفات الممكنة لتربية الطيور الداجنة وطيور الزينة.
<!--استغلال المساحات الخارجية إن أمكن والداخلية لتربية الحيوانات او انشاء المشاتل.
<!--الاستفادة من المساحات داخل السور واستغلالها بالاستزراع السمكي .
<!--الاستفادة من الهدر الغذائي في علف الحيوانات (تقليل التكلفة) او صناعة السماد العضوي.
<!--استغلال المورد البشري المنزلي (تكلفة العمالة).
<!--الاستفادة من الخدمات المتوفرة كهرباء وماء مدفوعة الأجر في الري وخلافه
<!--الاستفادة من المخلفات الحيوانية في عملية التسميد وصناعة السماد العضوي
المراجع:
د. سليمان الماهل سليمان - قسم الاقتصاد الزراعي، كلية الدراسات الزراعية - جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا – ورقة عمل اقتصاديات الانتاج المنزلي – ورشة عمل الفلاحة المنزلية والمدرسية الامكانيات و التحديات و الفرص- 29 مارس 2018م – ارض المعارض بري
م.ز إقبال عثمان مفرح – الادارة العامة لنقل التقانةوالارشاد – وزارة الزراعة والغابات- ورقة الفلاحة المنزلية والمدرسية الامكانيات و التحديات و الفرص - ورشة الفلاحة المنزلية والمدرسية الامكانيات و التحديات و الفرص - 29 مارس 2018م – ارض المعارض بري
ساحة النقاش