الإرشاد السوداني

رفع الوعي عبرنشر ونقل التقانات الزراعية بشقيها للمستفيدين

<!-- <!-- <!--

المنهج الارشادي هو كل ما يشير إلى أسلوب العمل ضمن جهاز الإرشاد ، فالمنهج إذاً هو فلسفة الجهاز، جوهره، موجه نشاطاته ، لكنه ليس أحد عناصره لأنه هو الذي يوجه هذه العناصر مثل: هيكله، قيادته، برنامجه، طرقه وأساليبه ، روابطه مع التنظيمات الأخرى.

و تبلورت المناهج الارشادي مع ظهور الارشاد كعلم و ممارسة ضمن الانشطة الزراعية استهدافاً للمستفيدين من المزراعين و هي عبارة عن  ثمانية وهي كالتالي:-

1-منهج الإرشاد الزراعي العام او المنهج الارشادي العام

2-منهج السلع.

3-منهج التدريب والزيارة.

4-منهج المشاركة.

5-منهج المشروع.

6-منهج الأنظمة المزرعية

7-منهج المساهمة بالتكاليف.

8-منهج المؤسسات التعليمية.

 ويمكننا وصف كل منهج من خلال الأبعاد السبعة التالية:

1/ المشاكل الكبيرة التي يلعب المنهج كحل استراتيجي لها.

2/ الأهداف التي صمم المنهج من أجل تحقيقها.

3/ طريقة تخطيط البرنامج وعلاقة المخطط بالجمهور المستهدف.

4/ طبيعة العناصر الميدانية مثل: عدد الجمهور المستهدف و مستوى تدريبهم و نظام الحوافز وبعدهم الريفي و جنسهم و حركتهم  و المواد المطلوبة.

5/ الأساليب النموذجية المستخدمة في التنفيذ

6/ المتغيرات التي أحدثها البرنامج والتي من خلالها يقاس نجاح الجهاز.

هنالك بعض المصطلحات تعمق من فهم ماهية المناهج الارشادية وهي :-

 أ/ النظام الإرشادي Extension system :-

 وهو عبارة عن الشكل او الكيان الهيكلي الاداري الذي يمارس عبره العمل الارشادي وذلك اقسام او ادارات الارشاد بالوزارة او المؤسسة المعنية.

ب/ الإستراتيجية Strategy :-

تستخدم لمعرفة التصميم أو المخطط العملي الذي تنفذ بواسطته الحكومة سياستها وعلى سبيل المثال: قد تهدف إستراتيجية معينة إلى توفير العملة الصعبة عن طريق إنتاج كميات أكبر من المواد الغذائية المطلوبة للاستهلاك المحلي أو قد تركز على أسلوب نقل التكنولوجيا لمحصول معين ضمن تربة وإقليم مناخي خاص. بينما إستراتيجية أخرى قد توجه للتنمية الريفية على نطاق واسع يكون فيها إنتاج محصول معين جانباً أساسياً من البرنامج الإرشادي الزراعي الإجمالي والجوانب الأخرى تركز على مواضيع.

مثل: الري، إنتاج الخضار المنزلية، تسويق المحاصيل، الصحة الحيوانية وهكذا، وتشير الطرق والنشاطات إلى الطرق المستخدمة من قبل جهاز الإرشاد الزراعي أثناء تأديته لوظيفته.

وتتوضح معالم كل منهج إرشادي من خلال:-

  • ·الطرق التي سيستخدمها النظام الإرشادي
  • ·الأهداف والأغراض التي يحددها
  • ·الوسائل التي ينفذ بواسطتها إستراتيجية

وبشكل عام هناك صفات مشتركة بين مختلف المناهج:-

  • ·فالكل يستخدم إجراءات تعليمية غير رسمية
  • ·والكل له محتوى زراعي و حيواني
  • ·والكل أيضاً يعمل لتحسين مستوى المعيشة لسكان الريف.

والآن سوف نتاول احدى أهم مناهج الإرشاد  المطبقة في مختلف بلدان العالم وهو منهج المشاركة.

منهج المشاركة Participatory extension approach : -

هو المنهج الذي يستفيد من مبدأ تنظيم أهل الريف لمصلحتهم ويؤكد على مساهمة أولئك الذين يتأثرون بنظام الإرشاد كالباحثين والمرشدين والفلاحين المستهدفين بأنفسهم. وهو يهتم بمواضيع انتاجية متعددة ويركز على المستويات المحلية ويطور برنامجه بناء على تغير المشاكل الميدانية أو بروز حاجات جديدة وهو المنهج الذي ثبت بالتجربة التطبيقية أنه الوسيلة التي يمكن بها الوصول إلى أعداد كبيرة من صغار المستهدفين بشكل فعال. وهناك أمثلة متعددة عن نجاح تطبيق هذا المنهج في عدة بلدان مثل:-

مشاريع تطوير صغار الفلاحين في :-

-        نيبال

-        بنغلادش

-        الجمعيات الفلاحية في اليابان

-        سيريلانكا

-        الجمعيات الفلاحية في أثيوبيا

-        مشروع التعليم الأساسي الريفي في غواتيمالا

-        تنظيم إدارة مراعي تركانا في كينيا

-        مشروع بيوبلا في المكسيك

-        فرق الألوية المحلية في الصين الشعبية.

افتراضية المنهج:-

لهذا المنهج عدة افتراضات واقعية ومنطقية أهمها :-

1/ لأهل الريف معرفة واسعة في إنتاج الغذاء من أرضهم و مواشييهم ويمكن أن تتحسن مستوياتهم المعيشية والإنتاجية بزيادة التعلم.

2/ هناك نظام للمعرفة المحلية يختلف عن نظام المعرفة العلمية ومن الممكن تحقيق الكثير من الفوائد عن طريق تفاعل النظامين معاً.

3/ الإرشاد الفاعل لا يمكن أن يتحقق دون مساهمة فاعلة من قبل :-

-المستهدفين أنفسهم.

-الباحثين.

-والذين يقدمون الخدمات ذات العلاقة.

4/ إمكانية الحصول على نتائج إيجابية من خلال : التعليم والعمل الجماعي المنظم.

5/ يمكن أن تتحقق كفاءة الإرشاد إذا تم التركيز على نقاط مهمة مبنية على :-

-حاجات المستهدفين

-الوصول إلى أكبر عدد من صغار المنتجين عن طريق تنظيماتهم بدلاً من الطرق الفردية.

6/ عندما لا يساهم المستهدفون والمرشدون مع الباحثين في تحديد الأولويات والحاجات للبحث ستتولد تقنيات غير ملائمة بسبب نقص المعلومات الواردة من المستهدفين عن مشاكلهم الانتاجية والتي يجب أن تنعكس في الموضوعات التي تتناولها البحوث.

أهداف المنهج:-

هناك هدف أساسي يشترك فيه مع المناهج الأخرى ألا وهو زيادة إنتاج أهل الريف بالإضافة إلى زيادة الاستهلاك وتطوير نوعية حياتهم وله أهداف أخرى خاصة منها:-

1)      تعزيز التعلم لدى الجمهور من خلال المجموعات المشاركة.

2)      ضمان الحصول على توصيات ملائمة من الباحثين بسبب ورود المعلومات من الفلاحين إليهم مباشرة.

3)       المساعدة في تكييف مستلزمات الإنتاج والتسليف والتسويق لتلائم احتياجات المستهدفين مما يساهم في :

-زيادة كفاءة وفاعلية الإرشاد.

-زيادة الكفاءة الاقتصادية للعمل الإرشادي.

 تخطيط البرنامج:-

في منهج المشاركة هذا يتم تخطيط البرنامج محلياً وغالباً من خلال الجمعيات الفلاحية بمشاركة ممثلي الإرشاد والبحوث العلمية ، ويلاحظ في هذا البرنامج تباين الأولويات من منطقة إلى أخرى داخل القطر، كما يتميز بقدرته على التكيف مع ظروف المجتمعات المحلية في الوقت المناسب.

ولهذا نرى أن البرنامج دائماً يتضمن معلومات تلائم حاجات ومصالح المستهدفين المحليين، فعندما تهاجم حشرة معينة محاصيل الفلاحين فسيطلب هؤلاء المعلومات للسيطرة عليها. وفي حال الجفاف يطالبون بمعلومات عن الري وإذا كان معظم فلاحي المنطقة من النساء لابد أن يشتمل البرنامج على اهتمامات النساء كالخضراوات مثلاً أو أبقار الحليب.

وعندما يوصي الباحثون بتحسين الوضع الصحي للحيوانات  يطلب المستهدفون من المرشدين  بيان مقدار زيادة الإنتاجية و الربح الذي سيتحقق من ذلك.  وبناء على ما تقدم نلاحظ مدى تركيز هذا المنهج في ملائمة برنامجه لاحتياجات ورغبات المستهدفين المحليين.

الية تنفيذ برنامج منهج المشاركة:-

يعتمد أسلوب تنفيذ النشاطات الإرشادية على تنظيم اجتماعات متعددة ومتخصصة أيضاً حسب نوع النشاط الذي يقوم به المستهدفون . فمثلاً: يلتقي المرشدون مع مجموعات من المستهدفين كل مجموعة تهتم بنشاط  معين ويعقدون معهم من وقت لآخر اجتماعات لمناقشة المشاكل التي تواجههم في هذا النشاط أو ذاك وليتعرف المستهدفون مع المرشدين على الحلول وقد يطلبون منهم الذهاب إلى الحقل لمساعدتهم حين يحتاجون للمساعدة.

إن هذه الطريقة من النشاط تشجع التعاون بين المستهدفين وتجعلهم يستجيبون أكثر لتنفيذ التوصيات الإرشادية التي ينصحهم بها المرشدون كما أن مساهمة الجهات التي تؤمن مستلزمات الإنتاج وجهات التسويق تزيد من إمكانية تنفيذ هذه التوصيات خاصة إذا تم توفير المستلزمات في الوقت المناسب وبثمن مناسب أيضاً.

التمويل المطلوب و مصادره:-

هذا المنهج يتطلب أموالاً أقل من المناهج الأخرى ونسبة عالية منها تكون محلية و ذلك لانه يحض المستهدفين على تنسيق جهودهم بشكل جماعي لتنفيذ برنامجهم الإرشادي حيث الجماعات المشاركة هي العناصر الميدانية الأساسية للتنظيم الإرشادي مما يؤدي إلى تقليل تكاليف النظام الإرشادي للحكومة المركزية لأن مكافأة هذه العناصر تكون من خلال الخدمات التي تقدم للمجتمع المحلي.

كما يعالج هذا المنهج مشكلة كثافة المرشدين من خلال الاعتماد على أكبر عدد من العناصر القيادية ممن لديهم القدرة على تلبية الاحتياجات المحلية والذين يمكن تدريبهم بشكل جيد على استيعاب المعلومات الفنية  الجديدة وأفضل طرق الاتصال مع المستهدفين خاصة وأنهم يعرفون ظروف مجتمعهم المحلي الذي يعيشون فيه.

قياس النجاح :-

يقاس النجاح في منهج المشاركة من خلال الآثار التي يتركها تطبيقه في المجتمع المحلي مثل:-

1/ استمرارية التنظيمات الفلاحية التي يحدثها المرشدون  النشيطون.

2/ الفوائد التي يحصل عليها مجتمع المستهدفين من النشاطات الإرشادية.

3/ مدى مساهمة الباحثين والمسؤولين على تأمين مستلزمات الإنتاج والجهات التسويقية الأخرى في تخطيط البرنامج وتنفيذه .

4/ مدى تحقيق أهداف البرنامج وأغراضه.

ايجابيات منهج المشاركة:-

1/ ملائمة الرسائل الإرشادية لاحتياجات المستهدفين.

2/ استخدام المرشدين لأفضل طرق الاتصال وأكثرها ملائمة

3/ تعلم كل طرف من الجهات المنفذة كيفية القيام بعمله بشكل جيد من خلال العلاقات التي تنشأ بين المرشدين والمستهدفين وأجهزة البحوث والاقراض.

4/ انخفاض التكلفة بسبب مشاركة السكان المحليين في عملية الاتصال.

5/ النظام الإرشادي بأكمله أكثر كفاءة من حيث الأداء

6/  تبني العديد من المستهدفين لأساليب الانتاج الحديثة بكلفة أقل لأنها تلائم احتياجاتهم.

7/ توفر مستلزمات الإنتاج الضرورية.

8/هذا المنهج يعزز الثقة، الإدراك، والنشاط بين أهل الريف لأنه يلبي الجوانب الإنسانية إلى جانب الاحتياجات التقنية.

سلبيات منهج المشاركة:-

1/ صعوبة ضبط البرنامج من قبل المركز.

2/ صعوبة إيصال الرسائل المتعلقة بسياسة الحكومة لأهل الريف.

3/ صعوبة حفظ السجلات والحسابات المركزية بسبب التغييرات التي تحصل على البرنامج من وقت لآخر.

4/ اختلاف البرنامج بين منطقتين مختلفتين حسب أولويات كل منها هذه النقطة بالرغم من أنها ميزة لكن البعض يعتبرها نقطة ضعف.

5/الضغط الذي يحاول سكان الريف ممارسته على الجهات البحثية لدراسة جوانب انتاجية معينة أو التركيز على عمليات التسويق بدلاً من الإنتاج هذا أيضاً يعتبره البعض نقطة ضعف.

6/ تأثير السكان المحليين على قرارات اختيار ونقل وترقية المرشدين الميدانيين قد تعتبره بعض الحكومات مشكلة لها لكنه في الواقع ميزة إيجابية تضمن لهم التحكم بالنوعية.

 

 

 

 

المصدر: د. المجتبى يوسف احمد الادارة العامة للارشاد و نقل التقانة و تنمية الرعاة - مدير ادارة الارشاد و نقل التقانة

ساحة النقاش

الارشاد السوداني

sudaextension
نحن مجموعة من المهنيين المحترفين في مجال الإرشاد الزراعي والحيواني نسعي لتطوير وترقية الإنتاج الزراعي بشقيه لدعم الأقتصاد ورفع مستوي المعيشة ومكافحة الفقر عبر استخدام آليات الارشاد ونشر البحوث العلمية الرصينة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,039,437