شمارات مبيدات

قرأت بعض الشمارات تتحدث عني" تحت ...تحت" ورغم انها ليست ضدي مائة فى المائة الا اننى قد لاحظت ان هناك تحاملاً علىّ وبما ان العرف والقانون يجيزان لي ان ارد وفى نفس الصفحة وتحت نفس العنوان، اقول دخلت بلادكم والتى كانت تسمي السودان الانجليزي المصري فى بداية الثلاثينات، اعرف ان بعض "الحناكيش والحنكوشات" سيبتسمون بخبث من هؤلاء المخرفون ويطالبونهم بالاعتزال والا احالتهم للمستودعات او دفنهم فى مقابر النفايات" آي النفايات" ولكن لا علينا منهم ولنواصل انه عند دخولنا وباوامر من الحكومة الانجليزية لحماية القطن ومن لا يعرف القطن فهو لا يعرف مصانع النسيج الضخمة فى لانكشير فى تلك البلاد الرائعة التى اتينا منها، نسيت ان اقول لكم اننا دخلنا بجواز بريطاني وكان اسمى المسجل به هو البورودوكس وكان فى معيتي صاحبي حامض الكبريتيك وكانت وظيفتنا المسجلة بذلك الجواز هى " مكافحة مرض الساق الاسود فى القطن" نعم اعلم انه اسم طويل لوظيفة ولكن من منكم اختار مسمى وظيفته وفضله خيركم الاسماء الطويلة فانا اعرف مسمى وظيفى كانت{ مدير تنفيذي مكتب وزير الزراعة والتروة الحيوانية والموارد الطبيعية} وحتى نكون مواكبين فقد احلت الى المعاش ليدخل اللعبة مواطني الابافايت فى الاربعينيات من القرن نسيت ان اقول لكم انه فى تلك الفترة كان خروجنا لاداء عملنا الرسمي بضوابط صارمة جداً، هل اخبرتكم ان موطني الابافايت من مركبات الزئبق العضوية، الاحظ ان حواجب البعض منكم قد ارتفعت ولكن لا علينا منهم فهم لا يفرقوم بين العضوية وخالتى علوية، فى تلك الفترة ايضا دخل الخواجة د.د.ت وقد ابلى بلاءاً حسناً ضد الجاسيد ( ارجو ان لا يقرأ ذلك المسطول هذا الشمار فيشتمني كما فعل مع اتحاد الكرة) اعرف ان الشمار حرقكم ودايرين تعرفوا قال شنو؟ .. ابلى الخواجة د.د.ت فى مكافحة الجاسيد بلاءاً حسناً وعندما ظهرت الذبابة البيضاء استعان بصديقه الخواجة الدايماثويت وفى خلطة مدنكلة ( أي حلوة خلطة دي) كانت لهم جولات مشتركة ليس على شاطئ النيل بل فى حقول القطن واخيرا ولان هذه سنة الحياة فقد احيل الخواجة د.د.ت الى التقاعد فى ثمانينات القرن الماضي ولكن يبدو انه استمرأ السودان او هم الذين استمرأوه لا اعرف فلم يصلني هذا الشمار ، وسوف يحتفل باليوبيل الفضي فى الاول من يناير القادم ويسرنا ان نبعث له بباقات التهاني بهذه المناسبة وحتى تستمر المواكبة فقد ظهرت مبيدات البيروترويد الحديثة والتى تعمل حتى الآن، هل اخبرتكم اننا عند دخولنا السودان علينا عدة اختبارات" هوى ما ضد الايدز" ومن ثم يتم تسجلينا ليس فى ادارة الاجانب ولكن فى المجلس القومي للمبيدات، وبعد التسجيل يسمح لنا بالعمل، هل ذكرت لكم ان عددنا الحالي يزيد عن المائة مادة فعالة وعلى كل منكم ان يعرف حدوده فنحن نصنف على ثلاثة مستويات شديدة الخطورة، عالية الخطورة، وطفيفة الخطورة ، يعني خطرين! خطرين! ولكن ارجو ان لا يتسرب الخوف الى قلوبكم،  فنحن نقوم نيابة عنكم بمكافحة آفات القطن " سيد العظمة" وآفات الخضر والفاكهة ونكافح لكم الحشائش فى مزارعكم واذا زاد انتاجكم من الحبوب" انشاء الله يارب" فنحن من نحافظ عليها فى المخازن حتى الاحتياج اليها او ارتفاع اسعارها " يا الجشعين" اما الآفات القومية " حلوة قومية دي" كالجراد والفئران واعشاب النيل فنحن نتولي مسئولية السيطرة عليها ليس هذا فحسب بل انه حتى الطيور الجميلة الظريفة اذا شكلت خطراً على محصولاتكم فنحن لها بالمرصاد وارجو ان لا تنسوا الحشرات الناقلة للامراض " فى حد ما بعرف بعوضة الانوفليس؟! اتحداكم" فنحن ايضا نكافحها اذا عجزتم بالوسائل الاخرى وحتى الحشرات التى تزعج ثروتكم الحيوانية فـلها عندنا اسلحة متخصصة.

" يا هوووي" نحن نعمة حقيقية للزراعة والصحة العامة اذا  احسنتم يا معشر البشر استعمالنا والا !!...الا!!.

وكل السلبيات التى تتحدثون عنها هى من إهمالكم انتم واغلبها ان لم يكن كلها لم تنتج عن اعمال مكافحة بل ان أي كارثة او حتى حادث عارض نتج عن ترحيلكم السيئ لنا وتخزينكم السيئ او ممارستكم الخاطئة معنا وتدني وعيكم وتفشي الامية بينكم، ابعد هذا نحن مسؤولون ما تسببونه بأنفسكم لانفسكم فنحن نتبرأ من أعمالكم او " بري منكم"