الإرشاد السوداني

رفع الوعي عبرنشر ونقل التقانات الزراعية بشقيها للمستفيدين

 

قال تعالي " وجعلنا من الماء كل شئ حي" صدق الله العظيم

تعتبر الزراعة فى التربة هي الزراعة التى عرفها الانسان منذ ان اوجده الله على الارض، وقد عرفها العلم الحديث بانها البيئة الطبيعية الملائمة لنمو النباتات باختلاف انواعها واصنافها مع وجود الماء والهواء كعنصرين اساسيين لمكونات البيئة، وبما ان البيئة هي المكان المناسب والملائم لحياة الانسان والحيوان والنبات، فقد اُصدر تجاه ذلك العديد من القوانين والأنظمة التشريعية لحمايتها وذلك للحد من تلوثها، اما الاسلام فقد نظر اليها بمنظور شامل بل واعتبرها جزءاً من العبادة السماوية و لاعجب فقد خلق الله الارض فى احسن هيئة وصورة واوجد فيها العناصر الثلاث الماء والهواء والتربة بنسب ثابتة لا تختلف، وقد اخذ الانسان فى الارض عهدا من الله بعدم الاخلال بمكونات البيئة ونظامها والحد من التلوث والعبث بها لقوله تعالي( ولا تفسدوا فى الارض بعد اصلاحها) الآية 56 سورة الأعراف، فجميع ما فى الارض من نباتات وحيوانات وجمادات مسخرة لخدمة هذا الانسان وان الفساد فى الارض بعد إصلاحها ليس الا تخريب وتدمير لها، وقد انساق الانسان الغربي وراء حاجته المستمرة الى الرفاهية والى المزيد من متطلبات الحياة اليومية وساهم بثورته الصناعية وما تحويه من معادن ثقيلة ومواد مشعة بالاضافة الى المخلفات الزراعية ومياه الصرف الصحي الملوثة، ولان التلوث ليس له حدود جغرافية فقد انتشر بشكل كبير فى جميع انحاء العالم بلا حدود واسهم بشكل رئيسي ومباشر فى تخريب و تدمير وتلوث البيئة لعناصرها الثلاث، والماء هو العنصر الهام من عناصر البيئة تدخلت فيه يد الانسان فى الوقت الحاضر بتحويل صفته الاساسية الى صفة غير مرغوبة نتيجة لما تقذفه المصانع من غازات حمضية اسهمت بشكل رئيسي فى احداث ما يسمي بالمطر الحمضي Acid Rain فتحول الماء الى ماء ملوث غير صالح للشرب وتسبب فى موت اشجار عديدة من الغابات، وهنا بدأ الانسان رحلة البحث عن الغذاء الآمن الخالى من المواد الكيميائية خاصة وان العالم اصبح يشهد تزايداً سكانياً يقابله تناقصاً حاداً فى الموارد الطبيعية من مياه غزيرة وتربة صالحة للزراعة وغيرهـا رجع بنا البحث العلمي الى ما قبل اربعة عشر قرناً من الزمان ليؤكد لنا صدق الآية الكريمة ( وجعلنا من الماء كل شئ حي) وان المولي عز وجل امرنا بان لا نفسد فى الارض بعد إصلاحها ،لقد لجأ الانسان للزراعة فى غير التربة بحثاً لبدائل غذاء آمنة صحية خالية من المواد الكيميائية ايضا شعر بان هنالك ندرة فى مساحات الأرض الصالحة للزراعة والموارد الطبيعية والعمالة، اذن فان الزراعة فى غير التربة هي طريقة زراعة النباتات باستعمال الماء النظيف او زراعتها فى مواد عضوية باضافة او غير اضافة مواد غذائية اخري، واذا استعملنا فى هذه الزراعة الماء فقط نسميها Hydroponic اما اذا استعملنا المواد العضوية بديلاً للتربة نسميها زراعة عضوية أي خالية من المواد الكيميائية، كل النباتات فى العادة تحتاج الى ستة عشر عنصراً كي تنمو منها الكربون، الهيدروجين، الأوكسجين، الكالسيوم...الخ فى الطبيعة تأخذ النباتات حاجتها من هذه العناصر من الجو او التربة، اما فى حالة الزراعة من غير تربة وعند استعمال الماء فقط كل هذه العناصر التى تستخدم فى محاليل التغذية تستخرج من هذه المعادن الطبيعية التى قد تحتاج فى بعض الاحيان لتنقيتها علماً بانها بالاضافة الى انها طبيعية فهى آمنة جداً، بعض الخضروات المزروعة فى الماء فقط قد تبدو شاحبة اللون وطعمها غير الطعم المألوف وذلك يرجع اساساً لكمية ضو الشمس الذي يتعرض اليه النبات فى فترة النمو، وكلما توفر هذا الضوء كان النبات اكثراً اخضراراً اما بالنسب للطعم فهذا يعتمد على الصفات الوراثية للنبات فاختلاف الصنف يعطي اختلاف الطعم، اما عملياً فليس هنالك اختلاف فى الطعم بالنسبة للصنف الواحد من النبات سواء كان مزروعاً فى التربة او فى الماء فقط، وعليه فان الزراعة الهايدروبونك هى تكنيك يستغل ظاهرة النمو الطبيعي للنباتات ليعود بفائدة اعظم وهو فى نفس الوقت تنكيك تجاري عملي ونجاحه يعتمد على كفاءة ادارة العاملين به، وهنالك امثلة كثيرة ناجحة لعمليات تجارية فى هذا المجال حول العالم، منها ان معظم الخطوط الجوية واماكن الوجبات السريعة كلها تستخدم الخضروات المزروعة فى غير التربة وايضا بعض صناعة الورود ومشاتل الصناعات الدوائية.

المصدر: مهندس زراعي/ وداد حسن عبد الماجد - معاش - الادارة العامة لنقل التقانة والارشاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1342 مشاهدة

ساحة النقاش

الارشاد السوداني

sudaextension
نحن مجموعة من المهنيين المحترفين في مجال الإرشاد الزراعي والحيواني نسعي لتطوير وترقية الإنتاج الزراعي بشقيه لدعم الأقتصاد ورفع مستوي المعيشة ومكافحة الفقر عبر استخدام آليات الارشاد ونشر البحوث العلمية الرصينة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,852,924