شـمارات جـنينة-
جميلة اهـمـس بالخضرة والحيوية كنت اسكن الشاطئ الغربي للنيل الازرق، ترك صاحبي مجاورة البشر ليجاور النيل معي، قبلة للمستروحين واخطي بالاحترام كنت، رحل صاحبي عن دنيانا الفانية فذبلت اوراقي تساقط البعض منها، عوضني ابناءه الحب والوفاء فازدت نضارة..حتى جاء قوم فى الجوار...اذالوا الشجر اقتلعوا الزهور.. تركوا الارض يبابا توجست منهم خيفة وصرت متوجسة انظر اليهم ابدلوا الاشجار باشكال طينية قميئة تشبه الغرف لكن مقلوبة النوافذ من اسفل بعد ان يبس الشجر فرحوا تم احضروا المزيد من الحطب! سدوا به تلك النوافذ السفلية! ازدت توجساً ..ياللهول !! اشعلوا النيران !. قليلاً..قليلاً بدأ تصاعد الدخان ..انتظرت حتى تأتي عربة المطافئ !.. لم تأت بل لم يهرول الناس يمنة ويسرة ما با لهم حدث تلوث لعقولهم؟ فجاءة ازدادت تلك المداخن عدداً و "علالة" تضايقت من تلك الروائح حاولت سد انفي " آسفة مساماتي" دخل الدخان عنوة فذبلت اوراقي الصغيرة ، بل اصبح الجو اكثر دفئاً بل حاراً.ظللت امدد هذه الاوراق الصغيرة بالغذاء اكثر فتذبل اكثر واخيراً..تساقطت !! واحدة تلو الاخري، لدهشتي تساقطت الاغصان ايضا الصغيرة اولاً ..ثم الكبيرة... دخلت عدة شاحنات لهذه المداخن الآن عرفت هذا قطار يريد ان يتحرك بعد ان يشحن البضاعة ولكن ما له يدخن رغم توقفه ولعدة ايام ؟! ركزت النظر لدهشتي وجدت الشاحنات تدخل فارغة ثم تعود ملائ... عرفت الآن ان هذا القطار يعاد تفريغه ! حركة الشاحنات الرائحة والغادية زادت "العلالة فى الجو" واشتركت هي والدخان حتى صارت الشمس تظهر بصعوبة، اصبح الجو خانقاً.اصبح الغبار الناعم يلتصق بالاوراق..اصبحت الاشجار المواجهة لهذا الكائن ذو الدخان الكريه كالحة اولاً ثم عاربة واخيراً تساقطت بعد ان ارسلت استغاثة "ايها الناس نحن نحتاج للهواء وضوء الشمس" ولكن كانت الاستجابة مزيداً من الدخان والغبار وبعد زمن ليس بالتقصير عرفنا ذلك الشئ المدخن انه الكمينة! بالله كيف أتت ؟! من الذي اسكنها معنا فى هذا الوادي ذي الزرع؟ ثم إينا احق بهذا المكان؟! نحن ام هم ؟...وصارت الاشجار الكالحة تهتف نحن !! فترد عليها الادخنة والغبار بل نحن!!.
ساحة النقاش