لم تعد النظرة الاحادية تجدي لمقابلة تعقيدات امور الحياة بحلول فاصلة وناجعة..ومن هذه المسائل ذات التعقد المتراكم دائماً قضية الزراعة كإنتاج وتأمين غذاء... ومن إبدع الطرق التى يكشف فيها قصور الادراك عن تبين تداخل انساق الجزئيات مع الاطر الكلية، طريقة مستقاة من منهج الجشطالت يطلب فيها ربط وتوصيل خمس خطوط كل خط يتكون من ثلاث حلقات بحيث لا تزيد عملية الفتح والربط بين الحلقات عن ثلاث مرات هو العملية صعبة وسهلة فى آن – ارجو من القارئ محاولة إجراء العملية- ولكنها تكشف عن ضحالة الرؤي السطحية عن سبر ابعاد القضايا المتشابكة، هذا بناء صوري يماثل فى مخيلتي حلقات الإنتاج الزراعي .. التسويق.. بل المنهج متاح للخروج من النظرة ذات البعد الاحادي فى الامور المعقدة بحيث تقرأ دائماً الحلقات الاحادية مع الانساق الجزئية مع المنظومة الشاملة حتي يمكن الوصول لحلول ناجزة للتعقيدات ...الانتاج- التسويق الزراعي حلقات متراكبة تخضع لمؤثرات ايجابية وسلبية بتدعيم وتقوية المؤثرات الايجابية واضعاف المؤثرات السلبية تزداد قوة الحلقات وقوة تواثقها مع بعضها البعض، هذا يسوق لمتانة البناء الشامل للمنظومة بافتراض ان المنظومة المستقرأة هي منظومة الانتاج – التسويق الزراعي بكل مدخلاتها من قوة بشرية وانسانية وتقنيات الري اللازمة وحزم التقانات المختلفة ذات الصلة بالمنظومة فان المخرجات ستكون على الجودة النوعية العالية والكمية الاوفر على مستوي وحدة الانتاج، والاقل تكلفة على مستوي ذات الوحدة وبالتالي يكون الكسب التنافسي اكبر باحالة المزايا النسبية الى مزايا تنافسية، ومن هنا يمكننا ملامسة هذه الحلقات...على سيبل المثال لا الحصر..واول هذه الحلقات هي الانسان وهو حلقة وخط ومنظومة فى آن وهو غاية التنمية ووسيلتها... يحتاج الانسان للتأهيل والتدريب والحث المتواصل لتغيير المفاهيم نحو الافضل واتاحة الفرصة له للوصول للمعارف وإكسابه المهارات وصقل قدراته لإدارة كل حلقات المنظومة فى الوجه الي يحقق به الكفاءة العالية وهذا الدور على المستوي التطبيقي فى المجال الزراعي منوط بالادارة العامة لنقل التقانة و الإرشاد بكل إدراتها ومراكزها على مستوي المركز والولايات والمؤسسات بالاضافة لآليات ووسائل نوعية اخري، والادارة العامة بكل افرعها وبراعمها وافرادها ليست فقط مكلفة بهذا الدور بل هي كلفة به، وذلك لسعيها المتواصل للحصول على المعارف والتقانات ومناولتها لمستحقيها...و اقول كلفة لان المسألة لم تعد مسألة واجب بل صارت رسالة...وصاحب الرسالة رسول مهموم بتبليغ الرسالة على اكمل وجه، اذا الانسان حلقة يبدأ الطرق عليها وصقلها وتنميتها منذ بداية التعليم النظامي حتى آخر افاق التعليم المستمر على مدي الحياة.. فى مجال الانتاج الزراعي يأتي متن الرسالة للمستهدفين على شتي ضروبهم على صورة تدريب مستمر وتلاقح افكار واخذ من تجارب الاخرين ونفد ايجابي وتفعيل للانتاج المعرفي الوارد من مراكز البحث العلمي، ويصل الامر لذروته عندما يستوعب الانسان ويستخدم الانتاج المعرفي بالسرعة المطلوبة فبطء رد ةالفعل لا يمكن المجتمع من الاستفادة من التغييرات الايجابية، وكذلك لا يمكن من التحوط وعلاج آثار التغييرات السلبية، ويرجع بطء رد الفعل كما يذكر د. سعد علام فى جانب اساسي منه الى انخفاض العنصر البشري وعدم مقدرته على اتخاذ القرار فى الوقت المناسب وعدم الاحساس بالمسئولية لانعدام الحوافز الايجابية والسلبية ةحيث يتساوي المجد والمقصرفى مثل مجتمعاتنا...ونري ان هذا التعلم المستمر مدي الحياة فى مجال الانتاج الزراعي مفوض للادارة وهو مسؤليتها وهي تسعي دائماً لاداء هذا الدور بالكفاءة القصوي وهي مهتمة بتزويد الانسان دائماً بخيارات وبدائل التعلم والتدريب وبناء القدرات ويتم ذلك بتخطيط وتنسيق البرامج مع الادارات فى الويلاات، ويقيناً فان تمتين هذه الحلقة ..حلقة الانسان له اثره البالغ على كل الحلقات الاخري..ومتي ما ستصحبنا افاق الرؤية المستوعبة لابعاد الجزء والكلي لكل حلقة وتوايقها مع بقية الحلقات صار لدينا القدرة على فحص كل المشاكل وردها لاسبابها المنطقية ...يتواصل الحديث حول بقية الحلقات
المصدر: م ز عبد الرحمن يسن صادقابي- مدير مركز كسلا لنقل التقانة - الادارة العامة لنقل التقانة والارشاد- وزارة الزراعة والري
نشرت فى 17 يونيو 2012
بواسطة sudaextension
الارشاد السوداني
نحن مجموعة من المهنيين المحترفين في مجال الإرشاد الزراعي والحيواني نسعي لتطوير وترقية الإنتاج الزراعي بشقيه لدعم الأقتصاد ورفع مستوي المعيشة ومكافحة الفقر عبر استخدام آليات الارشاد ونشر البحوث العلمية الرصينة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
2,061,946
ساحة النقاش