مقدمة تعريفية :-
السياسة : هي موجهات مدروسة لإعداد الإستراتيجيات وتحقيق النتائج المنشودة بهدف خلق بيئة عمل مناسبة .
الإستراتيجية : هي خطة عمل طويلة المدى ترمي إلى تحقيق هدف معين عن طريق ترجمة السياسات إلى واقع عملي عبر عملية التخطيط الإستراتيجي ، ويتم تحقيق أهداف الإستراتيجية من خلال إعداد البرامج والمشاريع التي تلبي حوجة الأفراد في الدولة كما يلي :
سياسات ــــــــ إستراتيجية ـــــــ برامج ومشاريع وأنشطة
التخطيط للبرامج الإرشادية :-
هو العملية التي يتم بواسطتها تصميم البرنامج الإرشادي على أسس علمية ترتبط بالسياسات الإرشادية بغرض تحقيق أهدافها البعيدة . وقد إتضح أن جميع أعمال الإرشاد الزراعي تتطلب التخطيط بعناية ودقة إذا أريد لها أن تكون فعالة ، كما أنه لايوجد نشاط إرشادي يتم التخطيط له بمعزل عن غيره بل كل بيان عملي أو إجتماع عام أو عرض للأفلام إنما هو جزء من برنامج إرشادي عام يعمل من خلاله المرشد والمسترشدون على تحقيق التنمية في منطقتهم .
أشكال التخطيط للبرامج :-
يمكن التمييز بين نوعين متباينين هما :
- التخطيط من أسفل : الريفيون بالتعاون مع المرشدون على أساس الإحتياجات والإمكانيات المتاحة .
- التخطيط من أعلى : يطلب من المرشد تنفيذ الخطط حسب سياسة الدولة .
وهنا ينبغي لبرامج الإرشاد الناجحة أن تشمل النوعين وأن توازن بين المتطلبات القطرية والمحلية.
مبادئ ومرتكزات التخطيط الإرشادي :-
تخطيط البرامج الإرشادية له عدة مرتكزات تنعكس على الخدمة الإرشادية أياً كان نوعها وفي جميع مراحلها ، وتشمل :
1/ الواقعية : رصد الواقع الفعلي والإنطلاق منه .
2/ الشمول : تكون خطة الإرشاد مسيطرة وموجهة وتشمل كافة الموارد المتاحة ، وذلك لضمان تحقيق التناسق والتكامل بين القرارات والسياسات التخطيطية .
3/ المرونة : وهي قابلية الخطة لمواجهة جميع الظروف الزمانية والمكانية مع إمكانية التغيير لما قد يطرأ من مفاجآت ومتغيرات .
4/ الإستمرارية : سلسلة مترابطة من العمليات المتداخلة والمتكاملة المتفاعلة مع بعضها ( الأساليب الوقائية لظاهرة مرضية معينة – التبليغ عن الظاهرة – التشخيص وتحديد الظاهرة – العلاج – التقييم – المتابعة حتى الإستئصال )
5/ التنسيق : تكامل أجزاء الخطة وتناسقها مع الأهداف التي ترمي إليها والأساليب والوسائل والإستراتيجيات اللازمة للتنفيذ .
6/ التعاون : كل الأطراف المعنية ( المربون ، المرشدون ، الباحثون ومتخذي القرار) .
7/ المشاركة : كل الأطراف المعنية في تنفيذ البرنامج ( المربون ، المرشدون ، الإتحادات ، المنظمات ، الجهات المؤسسية والإعلام )
8/ التقنين : تقنين التقنية وقبولها من المجتمع المستهدف
9/ الديناميكية : الجهد المبذول من الجماعات والإتجاه نحو المشاركة الفعالة وتحمل المسئولية .
عناصر البرنامج الإرشادي :-
البرنامج الإرشادي عبارة عن وثيقة مكتوبة تتضمن العناصر التالية :
· الأهداف : التي يتوقع المرشد تحقيقها خلال فترة زمنية محددة
· الوسائل الضرورية لتحقيق الأهداف المذكورة
· الموارد اللازمة لإنجاز البرنامج
· خطة العمل التي تحدد جدول الأعمال والتي تؤدي بدورها إلى تحقيق أهداف البرنامج .
مراحل تخطيط البرامج الإرشادية :-
هناك خمس مراحل متميزة لتخطيط البرامج :
1/ تحليل ودراسة الأوضاع القائمة
2/ تحديد أهداف برنامج الإرشاد
3/ وضع البرنامج بتحديد ما ينبغي عمله لتحقيق الأهداف ، ثم إعداد خطة العمل
4/ تنفيذ البرنامج بالبدء في إنجاز خطة العمل
5/ تقييم البرنامج ومنجزاته كأساس لتخطيط برامج أخرى في المستقبل .
ملاحظة :-
المراحل السابقة متداخلة بمعنى أنه يمكن وضع أهداف مؤقتة خلال مرحلة تحليل الأوضاع ومن الممكن تغييرها بعد جمع حقائق جديدة ، وربما دعت الضرورة إلى تغيير الأهداف مرة أخرى إذا ظهرت مشاكل جديدة أثناء تنفيذ البرنامج .
المرحلة الأولى :-
تحليل الأوضاع القائمة :-
ينبغي البدء بتحليل الأوضاع قبل وضع برنامج الإرشاد ويجب تفهم المشكلات ومسبباتها وتحديد الموارد الطبيعية والبشرية وغيرها في المنطقة .
تشمل هذه المرحلة ثلاث خطوات :
1. تجميع الحقائق والمعلومات : عن السكان ، هياكلهم الإجتماعية ، ثقافاتهم المحلية ، مستويات تعليمهم ، نظمهم الزراعية ، الموارد المتوفرة في المنطقة ،.........
2. تحليل الحقائق لمزيد من توضيح الأوضاع
3. تحديد المشكلات والإمكانيات المتاحة : لمعرفة المشكلات وإمكانيات التغيير والمعالجة وهنا ينبغي أن تكون الجهود مشتركة بحيث يجمع المرشدون والمستهدفون تجاربهم ومعارفهم للتوصل إلى تفاهم كامل .
المرحلة الثانية :-
تحديد الأهداف :-
بعد تحليل الأوضاع يستطيع المرشد إتخاذ قرار بشأن التغييرات المطلوب إنجازها عن طريق البرنامج الإرشادي وهنا يكون التساؤل حول كيفية إيجاد حلول للمشكلات المحلية وإمكانية تنمية الإمكانيات المتاحة .
تتطلب الحلول وجود أهداف واضحة وواقعية يمكن تحديدها على ثلاث مراحل:-
- البحث عن حلول : من خلال : المعرفة الفنية للمرشد ، التجارب المماثلة لمربون ومرشدون في مناطق أخرى ، البحوث التطبيقية ، أولويات وتوجيهات الدولة ، ........
- إختيار الحلول : يتم الإختيار من بين الحلول المقترحة على أساس : أن يكون مقبول للمجتمع المستهدف ، أثبتت البحوث سلامته وملائمته للظروف المحلية ، أن يكون متوافق مع سياسات الدولة والأعمال الأخرى المحلية ، يمكن تحقيقه في إطار الوقت والموارد المتوفرة وخدمات الإرشاد .
- تحديد الأهداف : وهنا يمكن للمرشد ترتيبها حسب الأولوية.
المرحلة الثالثة :-
وضع البرنامج ثم خطة العمل :-
خطة العمل تكون دائما سنوية وتتضمن كل الإجراءات والأنشطة لتنفيذ أهداف البرنامج وتشمل :
1/ الأهداف الإرشادية التعليمية والخدمية .
2/ كيفية تنفيذ النشاط أو المهمة التعليمية ، ومن الذي يقوم بها وتحديد زمان ومكان التنفيذ .
3/ تحديد فئات المستهدفين
4/ تحديد طرق الرصد والمتابعة .
المرحلة الرابعة :-
التنفيذ :-
على المرشد تنفيذ الأعمال المحددة في الخطة طبقا للبرنامج الإرشادي الموضوع مع الأخذ في الإعتبار ما قد يطرأ من مشاكل وما يتحقق من تقدم مما قد يتطلب إجراء بعض التغييرات بالنسبة لبعض الأعمال حيث ينبغي للبرنامج أن يكون مرنا حتى يستجيب للظروف المتغيرة .
المرحلة الخامسة :-
التقييم للبرنامج :-
التقييم هو تقدير مدى فعالية البرنامج الإرشادي بمعنى أنه العملية التي ترمي إلى معرفة مدى النجاح أو الفشل في تحقيق الأهداف العامة التي يتضمنها البرنامج الإرشادي وكذلك نقاط القوة والضعف به حتى يمكن تحقيق الأهداف بأفضل صورة ممكنة .
الهدف من التقييم :-
1. أن يتأكد الجهاز الأرشادي من مستويات أداء المرشدين
2. أن يطمئن المانحين والممولين للبرامج بأن ما ينفق من أموال في مجال الإرشاد يستخدم بفعالية وكفاءة .
3. تمكين المرشد من أن يتعلم من تجارب الماضي .
4. تحديد السياسة المستقبلية الخاصة بالعمل الإرشادي وفقا لأسس واقعية.
طرق التقييم :-
تختلف بإختلاف طبيعة البرامج ومجالاتها والموارد المتاحة ، منها :
1/ تحليل الأوضاع والنتائج وإصدار الحكم على ما حدث :ماذا كانت نتائج تطبيق البرنامج ، هل كانت هي النتائج المتوقعة ، وهل حصلت أية نتائج لم تكن متوقعة ؟ وهل توافرت جميع مستلزمات ومتطلبات التنفبذ للبرنامج ، وفي حالة الإجابة بالنفي ، ماهي الأسباب ؟
2/ التساؤل عما إذا كانت أهداف البرنامج قد أنجزت أم لا خاصة إذا كانت الأهداف واضحة ومحددة .
3/ وبما أن العمل الإرشادي يهدف إلى إحداث تغييرات مرغوبة في سلوك الأفراد ، فإن عملية التقويم تتم بمعرفة مدى تحقق هذه التغيرات أو بمعرفة مدى تقدم الأفراد نحو الأهداف الماد تحقيقها ( إتجاهات وسلوك الأفراد) ، يعني قياس الآثار على المستهدفين ومدى تبنيهم للتوصية الإنتاجية .
عموما توجد مستويات عديدة لتقييم برامج الإرشاد لكن على جميع هذه المستويات يحتاج المرشد إلى جمع المعلومات لمقارنة الوضع بعد إنجاز العمل بالوضع السائد قبل ذلك .
جمع المعلومات يمكن أن يتم من خلال :-
- توجيه الأسئلة والتساؤلات
- التقارير
- المناقشات
- المشرفون
- الإستبيانات
- الملاحظة .
ساحة النقاش