<!--<!--<!--<!--

مقومات تطوير الزراعة- بروفسير مأمون إبراهيم ضو البيت- الاربعاء 16 مايو 2006م

الزراعة كمنشط اقتصادي تتكون من حلقات تتجمع فى سلسة واحدة تتكون من الانتاج والتمويل والتسويق ولا بد من النظر نظرة شاملة عبر هذه الحلقات لحل مشكلة تدني الانتاجية، حيث لا يكفي التركيز على الانتاج واهمال بقية الحلقات، وهنالك روابط خلفية وامامية وهنالك نظم وعمل مؤسسي وهنالك اساليب واستراتيجيات لا بد ان تُحرك كلها لتحقيق هذا الهدف.. . وصفة الدول التى نجحت فى تطوير زراعتها تمثلت فى سياسات حكيمة واستراتيجيات واقعية تستهدف تشجيع الانتاج والمنتجين مصوبة بدقة .. باهداف دقيقة :

فى حلقة الانتاج: تشجيع استخدام التقانات الحديثة المتمثلة فى المدخلات والخدمات ، المدخلات التى ترفع الانتاجية كانت الاصناف المحسنة والتقاوى الجيدة واستخدام الاسمدة ومبيدات الحشائش والحشرات ، اما الخدمات الزراعية فكانت خدمات الميكنة الزراعية مثل اعداد الارض والبذر الآلي والحصاد والمناولة والتخزين.

فى حلقة التسويق:وضع سياسات وضوابط ونظم تسويق تستهدف المنتجين وتعمل على تثبيت الاسعار وتحقيق اعلى الاسعار لتعظيم العائد للمنتجين.

فى حلقة التمويل: سياسات تمويلية تراعي خصوصية الزراعة كعمل اقتصادي وتستهدف تشجيع المنتجين وتوفر التمويل الذي يضمن الحصول على التقانات المطلوبة من مدخلات وخدمات التمويل الذي يوفر بالقدر المطلوب فى الوقت المطلوب ضماناً لتجويد استخدام التقانات الدافعة لرفع الانتاجية وتجويد الادارة المزرعية.

رفع انتاجية المحاصيل الزراعية لتعظيم العائد على الزراعة يستوجب عمل متكامل يركز على حل مشاكل المنتجين وتغيير مفاهيمهم ورفع قدراتهم لتجويد عملهم وتقوية البنيات التحتية لانشاء قاعدة انتاجية قوية عالية الكفاءة و قادرة على انتاج عال ومتواصل ومستدام بنوعية جيدة للمحصول المستهدف ومرتبطة بنظام تسويق قوي ومبنى على بنية معلوماتية قادرة على تجويد العمليات التسويقية وتقوية الاسواق السودانية الحالية وفتح اسواق جديدة وتعمل على تركيز اسعار عادلة للمنتجات وذات ارتباط قوي مع نظام تمويلي يراعي خصوصية الزراعة كمنشط اقتصادي ويوفر التقانات الحديثة من المدخلات والخدمات، هذا العمل المتكامل لا بد ان ترتبط بنظام بحثي قوي يسند ويدعم كل المناشط ويعمل على تحسينها وتطويرها.

المطلوب هو خطة واقعية محسوبة بدقة ومحددة الاهداف والمحاصيل والمواقع والاطار الزمني يشارك فيها كل المساهمين فى العمل الزراعي كفريق بروح واحدة فى المستويات والمواقع المختلفة وتدار بكفاءة عالية وبتوزيع سليم للادوار، خطة تستوعب بفهم علمي كل التباين فى النظم المزرعية السودانية وتراعي الفرص المتوفرة والميزات النسبية والقدرات والخبرات المتوفرة، خطة تعمل باسلوب مشاركة الجميع بقناعة وفعالية وشفافية فى حل مشاكل رفع الانتاجية لانجاح الزراعة ليعود الخير على الوطن كله وما ذلك ببعيد