<!--<!--<!--<!--
النباتات الطبية
مهندس زراعي / هناء هاشم
خلال الآلاف العديدة من السنين التى عاش فيها الانسان على وجه الارض جرب النباتات التى تنمو من حوله وخبر صفاتها وأحوالها باحثاً عن الطعام فى معظم الأحيان، لكنه تعلم أيضا خلال تذوقه للنباتات ان بعضها يسبب له المرض وبعضها الآخر يمكن ان يشفيه ويجتث الألم منه وقد أعطى الله سبحانه وتعالي الحيوان خصائص غريزية يهتدى بها الى هذه النباتات دون مرشد او دليل، مما جعل الانسان يفكر كيف يستفيد من هذه الغريزة ومن تلك الخصائص وذلك بمرافقة الحيوانات وتتبعها فى مأكلها ومشربها كلما احتاج الى الدواء او الغذاء،فى الصين ظهر عام 2700 ق.م اول كتاب طبي للأعشاب واصبح هذا الكتاب أساسا لجميع المعلومات الصينية التى كتبت بعد ذلك عن النباتات، واشهرها كتاب الأعشاب الكبير The Great Herbal وفى بابل القديمة كانت المعلومات التى تتعلق بالنباتات المستعملة فى الطب تسجل على الاسطوانات الحجرية والطينية، وهناك الواح مدون عليها ما يزيد على 250 نبات من بينها الكاسيا والهندباء والكمون والكركم والمر، وقانون حمورابي المحفور على الصخر والذي يرجع تاريخه الى 1728 ق.م ينص على استعمال النباتات الطبية لشفاء الكثير من الإمراض، وفى مصر تدل الكتابات القديمة والصور الملونة على جدران المعابد والقبور وكذلك بقايا الاعشاب التى وجدت فى المقابر بجانب الجثث المحنطة على استعمال هذه النباتات منذ 3000 سنة ق.م واهم مصادر المعلومات عن الطب المصري القديم والعقاقير والتداوي بها جاء عن طريق مجموعات من لفائف البردي اكتشفت فى المقابر المصرية القديمة واهم هذه البرديات: برديات ايبرز Geoge Ebers وبرديات ادوين سميث Edwin Smith ويعتبر "أمنحتب" اول طبيب فى العالم وقد استخدم الكثير من الاعشاب كالمر و الأفيون والصبار والشوكران فى علاج المرضي، وظل العالم كله يعالج مرضاه بنفس الطرق الفرعونية القديمة حتى حدثت ثورة الطب فى بداية القرن التاسع عشر الميلادي، اما العرب فيمكن تقسيم التاريخ الطبي عندهم الى اربعة عصور هي: 1- عصر ما قبل الاسلام 2- العصر الإسلامي الاول 3- عصر العباسيين 4- العصر الأندلسي ولم يكن لدى العرب فبل الاسلام معلومات كثيرة عن الطب والتداوي حيث انهم اعتمدوا فى علاجهم على نصائح شيوخ القبائل، وقد نالوا بعض المعرفة من البلاد المجاورة مثل بلاد الشام والفرس خلال رحلاتهم الى هذه البلاد، وبعد ظهور الإسلام و فتوحاته التى امتدت من اسبانيا غرباً الى حدود الصين شرقاً، جاب علماء العرب هذه الاقطار والتحموا مع العلماء فى هذه البلاد ودونوا ملاحظاتهم على الطبيعة عن النباتات، كما ترجموا الى العربية جميع الأعمال المصرية والفارسية والهندية، ويعزى اليهم الفضل فى تأسيس مزاخر الادوية ( الصيدليات) فى بغداد التى كانت تمتلئ بالاوراق والجذور والازهار والثمار والبذور التى كانوا يستخدمونها لعلاج الكثير من الامراض، وكانت بغداد عاصمة الخلافة اكبر المركز العلمية فى العالم وكان الخلفاء محبين للعلم والعلماء، وفى عصر الرشيد أنشئت مدارس الطب التى كانت تحوى المكتبات الزاخرة بالمراجع الطبية
ساحة النقاش