شـمـارات طـــماطم - الخضروات والخطر الداهم
قال صديقي كنت اتمشي فى سوق الخضار وفجاءة استوقفتني متوردة الخدين ممتلئة القوام، حمراء اللون تشوبها صفرة ويجرى السائل الاحمر تحت الجلد الاملس الشفاف، نظرت اليها،جذبتني عيناها توقفت عن المسير... تسمرت ولما كان بيننا ود قديم، فقد فقدت ساقاي قدرتهما على المسير، ولكن ماذا دهاها؟! او ماذا فعلت بها الايام؟! ولما زاد وزنها حتى اصبحت هكذا؟! أهي هي فعلاً ؟! وكلما أطلت النظر حرنت ساقاي كحمار
"د. البوني" واخيراً وبتؤدة تحركت نحوها وكلما اقتربت خطوة.
ازددت قصراً وانا القصير القامة اصلاً وهكذا امشي خطوة اصبح اقصر ثم لدهشتي وجدتني أتضاءل وعندما اصبحت فى متناول يدي ! تناولتني هي وولجت!! ولدهشتي وجدت كثيرين قد سبوقني، بعضهم أضناه الشوق فالتصق بالقلب يبثه لواعجه ويناجيه وآخرين كان نصيبهم الصدود فآثروا البعد عن القلب ولما كانت دهشتي تفوق رغبتي فقد رأيتني اتجول لمعرفة ما يجري فوجدت مجموعة صغيرة تتهامس! أهي من كنا نعرف؟! ما الذي تتعطر به؟ فمن قائل انها قد بدلت عطرها بعد ان بدلت بيئتها وآخر يرد بأنه خبير فى العطور ورغم انه يقر بان البيئة قد تبدلت الا ان هذا الذي يدخل الى رئتيه ليس عطراً اطلاقا.ً ومنشغلين نحن بالحديث لا نشعر الا اننا ارتفعنا فى الهواء ثم بكل رفق تم ايداعنا داخل كيس اسود! وبعد الوجوم الذي اصابنا نام بعضنا من تلك الارجحة الرتيبة بينما واصلنا نحن النقاش وتكلم احدنا وكان قليل الكلام فقال اخشى ان اتحدث فاتهم بالجنون يا اخواننا لا جدال فى اننا جمعينا مشتركون فى حبها و لا اذيع سراً ان قلت اننى حتى حين من اكثركم حباً بل ان حياتي الحالية مدينة لها! ولكن الزمن تغير بل ان هذا العطر الذي تجادلتم حوله اجزم الآن انه ليس بعطر انه يذكرني براوائح بعض المبيدات "السموم" لا تندهشوا الا ترون تغييراً فى محبوبتكم؟ الم تصبح اكثر اكتنازاً؟ الا ترون كيف اصبحت لامعة؟ نعم نعرف ان هناك اسراف فى استعمال الكريمات ولكن ان يصل الامر ان تفوح رائحتها وان تتغير فى هيئتها فهذا هو المحير. ونزلت علينا هذه الكلمات نزول الصاعقة وبعد صمت لم نستطيع بسهولة الخروج منه قطعه احدهم صائحاً انك تقول هذا لانها صدتك( يعني ادتك شاكوش) ويرد عليه اخر وهذا العطر الغريب هل هو هدية صدود له وحده ام لنا جميعنا.
جذبت هذه المناقشات مزيدا من المشاركين فقال احدهم وكان متحمساً رغم حصارنا الآن لا بد من اتخاذ موقف للخروج من هنا اولاً... ثم عمل شئ لتحذير بقية خلق الله وفى تلك اللحظة شعرنا بارتجاج لم نفق منه الا بعد ان وجدنا انفسنا وبقية من طماطمه متشققة وقليل من سائل الطماطم، نتأرجح على كيس بلاستيك اسود فى قارعة الطريق وفعلت اشعة الشمس فعلها والرياح ووجدنا انفسنا نعود شيئاً فشئياً لطبيعتنا ولما اردنا ان ننصرف صاح صائح منا مكانكم لا بد من عمل ما! واجتمع المجلس من جديد كيف العمل؟ تبرع احدنا لما لا نعمل مظاهرة؟! وقبل ان نرد عليه تحرك هاتفاً لا اسراف فى المبيد لا إسراف فى المبيد لا إسراف فى المبيد وذهبنا نتبعه ونهتف معه حتى دخلنا سوق الخضار مرة اخرى
ساحة النقاش