ليسمح لي القارئ ان اروي حدوتة كما يقول الاشقاء فى شمال الوادي، السؤال عن اكبر مزرعة فى العالم اين توجد؟..والاجابة ابداً هي ليست فى الولايات المتحدة ولا فى الهند ولا الصين....اكبر مزرعة فى العللم تدار بإدارة واحدة توجد فى اكبر قطر عربي مساحة...وكذلك هي فى اكبر قطر افريقي..اكبر مزرعة هي فى القطر العاشر عالمياً مساحةً...هي فى ارض المليون ميل مربع، مساحة المزرعة 2.10 مليون فدان" من سيكسب المليون" ..لا لم يربح احد ..ثمانون عاماً ونيف مضت نصمم الخطط لمشروع الجزيرة ثم نبعثرها ونضع القوانين ونلغيها ونصدر المراسيم ونناقضها بغيرها ونحدد التركيبة المحصولية ثم نزرع القمح، قال قائل( توجد زراعة سياسية وليست هناك سياسة زراعية)...وننشئ روابط مستخدمي المياه ونئدها وهكذا دواليك، حلقات من الحيرة ودوامات من الارتباك ولم نعثر على علة..مشروع الجزيرة...هو المشروع الرائد والنموذج لكل المشاريع فى السودان، ولقد كان ردحاً من الزمن بمثابة العمود الفقري لإقتصاد البلاد، هل تكمن مسألة كبر المساحة وقلة الكثافة السكانية وراء تدني الإنتاجية وتدهور المشروع ..لا نستطيع ان نجزم بامر...ولكن التأكد على أننا لم نطرح السؤال الصحيح بشأن مشروع الجزيرة وبالتالي لن نصل لإجابة ومن ثم لن نربح المليون، فى علم تطرح فيه على مدار الساعة بنود المسابقة ويشتد وطيس التنافس وحرياً بنا ان نوسوس مع د. البوني صباح مساء فالامر حرب والحال لا يسر البال، والقارئ لابراج العالم العلمية يجدها انها تنبئ بان العالم ينحو فى اتجاه التصغير، فالصغير ليس الاجمل فقط وانما الاكثر نجاحاً كماً ونوعاً والاسهل إدارة منذ عقود عدة درجت الدول الاكثر تقدماً ان تصدر المصانع الضخمة ذات الملوثات والمداخن للدول النامية بل تؤسس المزارع الضخمة فى تلك البدان الفقيرة وتستنزف خصوبة اراضيها، لن ننسي ان الهدف الاساسي من تأسيس مشروع الجزيرة كان من اجل تغذية مصانع لا نكشير بالغزل، ربط المشروع بتحقيق اهداف خارجية لربما كان من العلل التى ساقت لان يكون حال المشروع الآن بائس ويقيناً فان تلك الدول المتقدمة تتحفظ على تحتفظ بإسرار العمليات والمشاريع الصغيرة، نسوق هذا الحديث للاشارة لانه ربما كان الاتجاه الى تبني سياسات التمويل الصغيرة اجدي واكثر نفعاً، لم تعد الدنيا تتحدث عن الاحجام الكبيرة العالم يركض نحو الاصغر والمتناهي فى الصغر ..قلبت صفحة سجل جديد فى تاريخ الانسانية، سجل حضارة النانو..فما احرانا بالتوقيع فى هذا السجل ولنبدأ بمشروع الجزيرة اكبر المشاريع حجماً، نفككه لوحدات صغيرة تسلم لاكبر عدد من المواطنين، ولندعم خياراتهم فى نوع الانتاج وتقديم التمويل الصغير والتدريب وتوفير الاسشارة الفنية(فيما يسمي بالحاضنات الاقتصادية) وربط انتاجهم بالاسواق المحلية والعالمية ولندع من يرغب من انتاج اعلاف ان يحقق ذلك ولنشد أزره بتوصيله لاسواق الاعلاف ومن يري ان انتاج الاعشاب الطبية الاكثر فائدة فلنفسح له ومن يريد انتاج زهور قطف نهيئ له السبل، لا للتحويش والحواشات، ولنوسع الخيارات للبشر للانتاج والابداع، لماذا نتشبث بالتليد ونفكر بالطريقة القديمة ذاتها العالم لن ينتظرنا ونحن محلك سر، وآليات العولمة تكسر الحدود ومنتجات العالم تغزو اسواقنا ومنتجاتنا الزراعية تنسحب من الاسواق، لابد من طرح الاسئلة المقلقة وتحصيل الاجابات الناجعة بدون قلق، السرعة، التصغير، التقارب، الاستيعاب نموت وتأكل دابة الارض منسأتنا.
المصدر: م ز \ عبد الرحمن يسن صادقابي- مدير مركز كسلا لنقل التقانة والارشاد - بوزارة الزراعة والري
نشرت فى 26 مارس 2012
بواسطة sudaextension
الارشاد السوداني
نحن مجموعة من المهنيين المحترفين في مجال الإرشاد الزراعي والحيواني نسعي لتطوير وترقية الإنتاج الزراعي بشقيه لدعم الأقتصاد ورفع مستوي المعيشة ومكافحة الفقر عبر استخدام آليات الارشاد ونشر البحوث العلمية الرصينة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
2,039,222
ساحة النقاش